1/ تنوّع المواضيع من حيث الصّياغة (العلاقة بين المعطى والمطلوب) :يتكوّن موضوع المقال عادة من ركنين هما : المعطى والمطلوب، غير أنّ المواضيع يمكن أن تتنوّع بتنوّع العلاقة بين هذين الرّكنين ودرجة التّصريح والتضمين في التعليمة. وفي الموضوع العادي تكون صورتهما كالتّالي : ـ المعطى : يرِدُ عادة جملة تقريريّة تطرح المسألة التي يطلب تناولها وتتضمّن رأيا أو موقفا مشفوعا ببعض المعطيات التي توضّحه أو تحدّد مجاله (تعيين المدوّنة ـ الشخصيّة ـ الأثر ـ الاتجاه الأدبي ـ مصدر الرّأي أو صاحب الموقف ...)ـ المطلوب : ويتمثل في تعليمة تردُ في الغالب جملة إنشائيّة طلبيّة تحدّد منهج المقاربة المطلوبة وبعض شروطها ومقتضياتها (الالتزام بحدود المدوّنة ـ تدقيق الشواهد أو لفت الانتباه إلى جانب جوهري مخصوص يستدعي الاهتمام...)وقيام موضوع المقال على هذين الرّكنين يمثل أكثر الصّيغ تداولا إلاّ أنّ العلاقة بين المعطى والمطلوب قد تتخذ أشكالا متعدّدة أهمّها : ـ التعليمة المنفصلة تركيبيّا عن المعطىـ التعليمة المتضمّنة للمعطىـ التعليمة الضّمنيّة (غير المصرّح بها)وفي ما يلي تعريف مختصر بكلّ نوع من هذه الأنواع الثلاثة.
1ـ1ـ التعليمة المنفصلة عن المعطى : وهو النموذج الشّائع، وفيه ترد التعليمة (المطلوب) في قسم مستقلّ عن المعطى كتابة على الرّغم من ارتباطهما ارتباطا وثيقا محتوى وتركيبا، وفيه نوعان :ـ نوع تشمل التعليمة فيه إحالات لفظيّة صريحة على المعطى (اسم إشارة ـ ضمير ـ نعت...) مثل : "توسّع في هذا الرّأي" ـ "بيّن مدى صحّة الرّأي السّابق مدعّما إيّاه"...ـ نوع يكون الرّابط فيه بين المعطى والمطلوب معنويّا (مقدّرا) مثل : "حلّل وناقش" : و تقديرها : "حلّل القول الوارد في المعطى وناقشه"...
1ـ2ـ التعليمة المتضمّنة للمعطى : (الموضوع المحمول في سؤال) :و فيه يغيب التقسيم الثنائي إلى معطى ومطلوب، ويقتصر على جملة طلبيّة واحدة تمثل التعليمة وقد أدمجت ضمنها عناصر المعطى. مثال : (أين يتجلّى المنزع العقلي في الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي ؟)فالمنزع العقلي والمدوّنة وصاحبها كلّها عناصر من المعطى أدمجت في التعليمة، ويمكن أن تتنوّع المقاربات بتنوّع صيغة السّؤال ومن ذلك :ـ السؤال القائم على التخيير : أ.............أم ؟ هل.................أو................؟ويقتضي تناول جانبي السؤال والتوصل إلى موقف مُعَلـّلٍ.مثال : "أكان ابن القارح في قسم الرّحلة من رسالة الغفران مقصد أبي العلاء بالسّخرية أم كان وسيلته إلى نقد قيم عصره ؟".ـ السّؤال المفتوح : وهو يفتح المجال لقراءات متعدّدة وتأويلات متنوّعة شريطة استناد القراءة أو التأويل إلى قوّة الحجّة ووجاهة التعليل. ومن أمثلته : "هل أدرك عمر الحمزاوي بطل رواية "الشّحّاذ" معنى الحياة ؟".ـ السّؤال الذي يقتضي تخطيطا جدليا : وهو السّؤال الذي يتضمّن وجهتي نظر متقابلتين، ومن أمثلته : "هل تجد في المصير الذي آل إليه أبو هريرة ما يدعم الرّأي القائل إنّ أدب المسعدي أدب انتصار لا أدب هزيمة ؟"، أو يبحث في نسبيّة انطباق حكم من الأحكام (إلى أيّ مدى يمكن اعتبار الإمتاع والمؤانسة كتابا في الفكر السّياسي ؟)
1ـ3ـ التعليمة الضّمنيّة : (الموضوع العنوان) :وفيه يقتصر على المعطى ويغيّب المطلوب كليّا فيفهم ضمنيّا. ويصاغ موضوع المقال عندئذ في شكل عنوان، يشترط فيه أن يتضمّن مسألة تدعو إلى التفكير والتحليل أو إشكاليّة واضحة وتنأى بالمترشّح عن الاستعراض والسّرد. ومن أمثلة ذلك تعليمة : «"البطل" في رواية "حدث أبو هريرة قال" للمسعدي شخصيّة إشكاليّة».
أنواع المواضيع طرق المعالجة ومراحلها مع أمثلة للتحليل1) الموضوع التحليلي : * هو موضوع يقوم على مسايرة حكم أو رأي أو موقف في مسألة أدبيّة ودعمه.* ويكون المعطى فيه عادة في صيغة تقريريّة مثبتة أو منفيّة.* ويرد المطلوب في الغالب في صيغة طلبيّة مثل ]ٍحلل ـ توسّع ـ وضّح ـ بيّن ـ ...مدعما أو داعما] * ينقسم الجوهر إلى أقسام تستوحى من طبيعة المعطى ودرجة تركيبه، وتوجّه هذه الأقسام وجهة تحليليّة قائمة على التوسّع والتحليل والدّعم بالشّواهد والحجج المناسبة.و التحليل إلى قسم يخصص لاستخلاص أبرز النتائج.* أمثـلــــــــــة : موضوع 1 : "اعتمد الجاحظ مصادر مختلفة لم يقف فيها عند مجرّد الجمع، بل أعمل فيها العقل متجنبا الذاتيّة احتراما للعلم وخدمة لإنسان العصر ورغبته في إرسال معرفة يقينيّة صارمة. حلل هذا الرّأي ودعّمه بشواهد ممّا درست".موضوع 2 : "إنّ ما يميّز مسرح ونّوس في "مغامرة رأس المملوك جابر" هو الإلمام بأسس المسرح الملحمي التعليمي والاستفادة منها في عمليّة تأصيل هادفة للمسرح العربي". حلل هذا القول ودعّمه بشواهد دقيقة ممّا درست.موضوع 3 : "سعى شعراء الحماسة إلى نحت صورة مثلى للبطولة على حسن التصوير وجمال العبارة" وضّح ذلك ودعّمه بشواهد ممّا درست من شعر الحماسة.
2) الموضوع الجدلي : * هو موضوع يقوم على طرح إشكاليّة أو رأي خلافي أو يصرح بحكم مركّب من وجهة نظر معلنة تستدعي أطروحة أخرى ضمنيّة مناقضة لمناقشتها.* يرد المطلوب فيه عادة على النّحو التالي [حلل ... وبيّن إلى أيّ مدى ...] * يقتضى التخطيط لهذا النوع من المواضيع، تحليل ذلك الحكم أو جانبا منه ودعمه بالحجج المناسبة ثمّ دحضه باستحضار الأطروحة المناقضة والحجج المضادة.* ينقسم الجوهر في هذا النوع من المواضيع عادة إلى ثلاثة [03] أقسام :ـ أ ـ تحليل الأطروحة : إلى مكوناتها الأساسية والفرعية ودعمها.ـ ب ـ النـّـقاش : ويقوم على نقض الأطروحة السابقة كليا أو جزئيا باعتماد حجج.ـ ج ـ التـّـأليف : الانتهاء إلى موقف ثالث يمكن أن يؤلف بين الأطروحتين بتنسيبهما أو تغليب إحداهما على الأخرى، كما يمكن أن يتجاوزهما إلى موقف ثالث.* أمثـلــــــــــة : موضوع 4 : [يمكن أن يكون الموضوع المتصل المنزع العقلي عند الجاحظ والذي سبق أن طرح في السّابق (عـــ01ــدد) موضوعا جدليّا بإضافة المطلوب التالي : حلل وناقش أو حلل هذا القول وأبد رأيك فيه].
موضوع 5 : قيل : "تفنـّن أبو العلاء في رسم شخصيّة ابن القارح وهو يقوم بالرّحلة الأخرويّة، فأضحكنا عليه وأثار شفقتنا على الإنسان من خلاله" حلّل هذا القول وبين مدى صحته بالاستناد إلى قسم الرحلة من رسالة الغفران.موضوع 6 : قيل : "رواية حدث أبو هريرة قال... مغامرة في الكتابة فريدة، سعى فيها المسعدي إلى نحت ملحمة تتغنى بفعل الإنسان". حلل هذا القول وناقشه معتمدا شواهد دقيقة مما درست.
3) موضوع المقارنة : * هو موضوع يقوم على حكم يستدعي مقارنة بين طرفين [موقفين ـ رأيين ـ أثرين ـ شاعرين ...] ببيان ما بينهما من وجوه الائتلاف والاختلاف.* يشترط في المقارنة اشتراك طرفين في بعض أوجه الحكم حتى تقوم على معطيات قابلة للمقارنة.ويوجه إلى بعض مظاهر التماثل أو الاختلاف بينهما.* أما المطلوب فيه فيقوم على فعل أمر يدعو إلى المقارنة من قبيل : "قارن ـ وازن ـ بين أوجه الائتلاف والاختلاف ـ أرصد أوجه الائتلاف والتباين..." * ينقسم الجوهر في موضوع المقارنة إلى ثلاثة أقسام : ـ أ ـ إبراز أوجه الائتلافـ ب ـ إبراز أوجه الاختلافـ ج ـ توليد رأي أو موقف في ضوء القسمين السابقين.* كما يمكن في موضوع المقارنة اتباع منهجية ثانية قوامها :ـ المراوحة بين أوجه الائتلاف والاختلاف وفق تقسيم آخر يراعي الجوانب الفنية أو المضمونية أو جملة القضايا المطروحة للمقارنة : مثلا : فكرة (1) أوجه الاختلافأوجه الائتلاففكرة (2) أوجه الاختلافأوجه الائتلافثم توليد رأي أو موقف في ضوء ما وقع التوصل إليه من وجوه المقارنة.* أمثـلــــــــــة : موضوع 7 : " لئن تمحورت أشعار الحماسة حول معاني البطولة الحربية، فإن الشعراء قد تباينوا في طرق التعبير عنها فمنهم من كان راسخا في القديم ومنهم من سعى إلى التجاوز بابتكار الطريف من الصور والإيقاعات". حلل هذا القول مبينا أوجه الاختلاف والائتلاف بين شعراء الحماسة الذين درست.موضوع 8 : قيل : "لا تختلف حماسيات ابن هانئ عن حماسيات أبي الطيب المتنبي فنا رغم اختلافها عنها معان". قارن بين الشاعرين مبينا أوجه الائتلاف والاختلاف بينهما.موضوع 9 : "حماسيات المتنبي ليست سوى صدى لحماسيات أبي تمام فنا ومعنى". أرصد أوجه الاختلاف والائتلاف بينهما ودعم ذلك بشواهد مما درست من شعر الحماسة.
4) الموضوع السؤال : الموضوع السؤال أو الذي يبحث في صحّة قول :*يغيب فيه الشكل الثـّنائي الذي يقسم الموضوع إلى معطى ومطلوب، ويقتصر على جملة طلبيّة واحدة تمثل التعليمة وقد أدمجت ضمنها عناصر المعطى :* ويكون بكيفيتين : ـ أ ـ أكان ...أم ... ؟هل .... ؟ـ ب ـ أبد رأيك ـ ما رأيك ؟ ما موقفك ؟ * التـــّمشّيـــــــــات :
ـ أ ـ * تحليل الأطروحة * التقييم* ثم التأليف
ـ ب ـ ينقسم الجوهر في هذا النوع من الأسئلة إلى :
* مدخل تحليلي فيه مسايرة للقول* ثم تقييم : ويكون بدحض الرأي أو تعديله.* التأليف
* أمثـلــــــــــة : موضوع 10 : " أكان ابن القارح مقصد أبي العلاء بالسّخرية أم كان وسيلة إلى نقد قيم عصره ؟.موضوع 11 : "هل يمكن اعتبار كتابات الجاحظ مصدرا لتعليم العقل ؟".موضوع 12 : "هل نجح ونوس في "مغامرة رأس المملوك جابر في تحقيق حلمه بمسرح جديد".موضوع 13 : "ما موقفك من الرأي الذي يذهب إلى اعتبار مسرحية "المملوك جابر" لسعد الله ونوس مسرحيّة ذات أبعاد مأسويّة".
5) الموضوع العنوان : * وهو موضوع لا يكون في صيغة طلبيّة، وتفهم التـّعليمة من المعطى الذي يصاغ في شبه عنوان. * ينقسم الجوهر إلى : ـ أ ـ مسايرة الرّأي بالوقوف على قضاياه (تحليل)ـ ب ـ التقييم وإبداء الرّأي (جزئيّا)ـ ج ـ التأليف * أمثـلــــــــــة : موضوع 14 : " في مسرحيّة ونوس "جابر" شخصيّة منفلتة في أفعالها لا تقودها سوى رغباتها وأحلامها".موضوع 15 : " شعر الحماسة مجمع للقيم وجمال العبارة وحسن التصوير".